«ميركافا وصهيونية الحب» قصة قصيرة  للكاتب الدكتور العشماوي عبد الكريم

الكاتب الدكتور العشماوي عبد الكريم
الكاتب الدكتور العشماوي عبد الكريم

كانت السحب تسير متسارعة كأنها تحجب تلك الأقمار الإنسانية بخمار علي عيونها ليجبرها علي النوم في أفلاكها، بينما سارت أقدام الرجال تخطوا نحو أهداف أعدت بعناية لتأتي بما أرادت من اسري ورهائن.

 خطوات راقصة في ميدان حرب ملتهب معلنة ثبات انفعالي تعجز عن وصفه كل دراسات النزعات النفسية ، وبينما أخذ كل أسير ورهينة مكانه، وفي ظل ضوء خافت يخفي أكثر ما يظهر اتضحت الرؤية مع وقت ليس بالكثير لتستقر ثباتية  اتزان المشاهدة والتي كانت أكثر اتزانا من العيون الكاشفة عن وجهها لعيون تستدير في وسط قناع كبواكير ليل شهر قمري.

تلك العيون كأنها جنود علي ثغور في جبال تطل علي أعداء تنتظر سنة من نوم لتظهر عليها، هنا برقت عيون تصادمية بين محمد الحماسي  وميركافا ، نظرات مير الرهيبة المرتجفة  أخذت من قلب محمد شيء  لم يعرفه بحكم سنه الصغير الذي لم يتجاوز  الواحد والعشرون، وبحكم عقيدته النقية وبفضل ما وهب نفسه له من إصراره علي تحرير أرضه من عدو ترك في كل مشاعره رغبة ملحة للانتقام لأسلافه وإخوانه.

تأثرت النزعات النفسية بين رجاء متخوف غير مؤمن بقضيته وبين بركان يكتم بين أحشاءه فوران اقترب من التضاريس الخارجية  القوية التي صبت عليه عناء الحرب قطرا أحالها لسد منيع، ومع ذبذبات  الموجات التي تلاقت في نقطة فارقة تختلف عن أي نقطة حرجه لتغير معادلات الطبيعة صانعة دفء وجداني حوصر  بغلالة رقيقة ندية بعيدا عما دار في القلوب المحيطة ومعلنا تخطي أعرافا مقدسة منطلقة منها أنصال لبواطن أحاسيس رحم قلب مير وحماسي، لتنبت نطفة حب الإنسان في فطرته النقية، والتي نمت في رحم أحاسيس كليهما إلى أن جاءت مواقيت مغادرة مير في صفقة رهائن الصليب الأحمر معلنا مولد حب مير وحماسي في خلجات النفس النقية، بعيدا عن كل أيدلوجيات الجغرافيا السياسية والعقائدية، في نظرات تقترب فيها المشاعر النقية مع كل تباعد زامكاني معلنة تفسير بعد نقاط الكروية التي كلما زاد بعدها من ناحية ازداد اقترابها من الناحية الخفية وهنا سجلت مركبة الصليب الأحمر حبا إنسانيا أحيا ذكري حب درويش الإنسان في ارض قدس أقداس الأرض.